http://www.alquds.co.uk/today/05qpt99.jpg
رسالة سورية قوية لعباس
وجهت الحكومة السورية لطمتين قويتين للرئيس الفلسطيني محمود عباس ونهجه السياسي، الاولى عندما اصدرت بيانا قويا 'استغربت فيه قيام السلطة الفلسطينية بتأجيل التصويت على قرار غولدستون الدولي بشأن جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة'، والثانية عندما اعتذرت عن عدم استقباله، اي الرئيس عباس، اليوم الثلاثاء في دمشق، مثلما كان مقررا في السابق.
الحكومة السورية تجنبت طوال السنوات الماضية قطع شعرة معاوية مع السلطة الفلسطينية في رام الله، رغم اختلافها الكبير مع نهجها السياسي، وظلت تتعامل معها كممثلة للشعب الفلسطيني، وحرصت دائما على استقبال الرئيس محمود عباس في العاصمة دمشق، وعلى اعلى المستويات، ولم ترفض له طلبا في هذا الاطار.
السؤال الذي يطرح نفسه هو عن اسباب حدوث هذا التغيير المفاجئ في الموقف السوري، والتعبير عنه بهذه الصورة القوية التي تذكر بالعهود السورية السابقة، عندما كانت دمشق تقود جبهة الرفض العربية لكل المشاريع الاستسلامية وفق ادبيات السياسة والاعلام السوريين في حينها.
الامر المؤكد ان القيادة السورية التي تنتمي الى معسكر 'الممانعة'، وتستضيف على ارضها فصائل المقاومة الفلسطينية بدأت تشعر ان الرئيس عباس والمجموعة المحيطة به تمادوا كثيرا في تنازلاتهم للطرفين الاسرائيلي والامريكي، وعندما بدأت هذه التنازلات تتناول مفاصل استراتيجية مهمة تؤثر على الثوابت العربية، واسس الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وجدت ان الصمت على نهج الرئيس عباس اصبح يعطي نتائج عكسية تماما، من حيث تشجيعه على المضي في هذه التنازلات.
الرئيس عباس استخدم علاقته مع سورية وزياراته المتكررة لها، كغطاء لتبرير تنازلاته هذه، من خلال الايحاء بانه يحظى بدعم القيادة السورية ومباركتها، الامر الذي اوقع هذه القيادة في تناقض كبير امام مواطنيها اولا، وغالبية العرب المتألمين من الانحرافات الرسمية الفلسطينية. فكيف تتعامل هذه القيادة بصلابة مع تيار الرابع عشر من آذار اللبناني الذي يرفض مجرد اللقاء مع الاسرائيليين ناهيك عن التفاوض معهم، بينما تفرش السجاد الاحمر للرئيس عباس الذي يلتقيهم بالاحضان، ويتخلى عن كل المحرمات الفلسطينية في مواصلة المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، ويعزز في الوقت نفسه السلام الاقتصادي الذي يطالب به نتنياهو، ويشكل قوات امن مهمتها حماية الاحتلال ومشاريعه؟
موقف الرئيس عباس الاخير المساند لتأجيل التصويت على قرار 'غولدستون' بشأن جرائم الحرب في غزة كان بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، ودفعت صاحب القرار السوري الى التحرك بحزم ليقول 'كفاية' الى الرئيس عباس ونهجه، وان الكيل السوري قد طفح، ولم تعد هناك اي مساحة للمجاملة او التحمل.
الرسالة السورية هي الاقوى منذ سنوات طويلة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وسيكون لها مفعول الردع الكبير المنتظر لقيادة السلطة التي انتهكت الكثير من الخطوط الحمراء، واعتقدت انها يمكن ان تستمر في النهج نفسه.
المأمول ان تقتدي دول اخرى بهذا الموقف السوري، لان الصمت يصب في خانة التواطؤ مع مشروع قادم لتصفية قضية العرب الاولى.
qca
رسالة سورية قوية لعباس
وجهت الحكومة السورية لطمتين قويتين للرئيس الفلسطيني محمود عباس ونهجه السياسي، الاولى عندما اصدرت بيانا قويا 'استغربت فيه قيام السلطة الفلسطينية بتأجيل التصويت على قرار غولدستون الدولي بشأن جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة'، والثانية عندما اعتذرت عن عدم استقباله، اي الرئيس عباس، اليوم الثلاثاء في دمشق، مثلما كان مقررا في السابق.
الحكومة السورية تجنبت طوال السنوات الماضية قطع شعرة معاوية مع السلطة الفلسطينية في رام الله، رغم اختلافها الكبير مع نهجها السياسي، وظلت تتعامل معها كممثلة للشعب الفلسطيني، وحرصت دائما على استقبال الرئيس محمود عباس في العاصمة دمشق، وعلى اعلى المستويات، ولم ترفض له طلبا في هذا الاطار.
السؤال الذي يطرح نفسه هو عن اسباب حدوث هذا التغيير المفاجئ في الموقف السوري، والتعبير عنه بهذه الصورة القوية التي تذكر بالعهود السورية السابقة، عندما كانت دمشق تقود جبهة الرفض العربية لكل المشاريع الاستسلامية وفق ادبيات السياسة والاعلام السوريين في حينها.
الامر المؤكد ان القيادة السورية التي تنتمي الى معسكر 'الممانعة'، وتستضيف على ارضها فصائل المقاومة الفلسطينية بدأت تشعر ان الرئيس عباس والمجموعة المحيطة به تمادوا كثيرا في تنازلاتهم للطرفين الاسرائيلي والامريكي، وعندما بدأت هذه التنازلات تتناول مفاصل استراتيجية مهمة تؤثر على الثوابت العربية، واسس الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وجدت ان الصمت على نهج الرئيس عباس اصبح يعطي نتائج عكسية تماما، من حيث تشجيعه على المضي في هذه التنازلات.
الرئيس عباس استخدم علاقته مع سورية وزياراته المتكررة لها، كغطاء لتبرير تنازلاته هذه، من خلال الايحاء بانه يحظى بدعم القيادة السورية ومباركتها، الامر الذي اوقع هذه القيادة في تناقض كبير امام مواطنيها اولا، وغالبية العرب المتألمين من الانحرافات الرسمية الفلسطينية. فكيف تتعامل هذه القيادة بصلابة مع تيار الرابع عشر من آذار اللبناني الذي يرفض مجرد اللقاء مع الاسرائيليين ناهيك عن التفاوض معهم، بينما تفرش السجاد الاحمر للرئيس عباس الذي يلتقيهم بالاحضان، ويتخلى عن كل المحرمات الفلسطينية في مواصلة المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، ويعزز في الوقت نفسه السلام الاقتصادي الذي يطالب به نتنياهو، ويشكل قوات امن مهمتها حماية الاحتلال ومشاريعه؟
موقف الرئيس عباس الاخير المساند لتأجيل التصويت على قرار 'غولدستون' بشأن جرائم الحرب في غزة كان بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، ودفعت صاحب القرار السوري الى التحرك بحزم ليقول 'كفاية' الى الرئيس عباس ونهجه، وان الكيل السوري قد طفح، ولم تعد هناك اي مساحة للمجاملة او التحمل.
الرسالة السورية هي الاقوى منذ سنوات طويلة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وسيكون لها مفعول الردع الكبير المنتظر لقيادة السلطة التي انتهكت الكثير من الخطوط الحمراء، واعتقدت انها يمكن ان تستمر في النهج نفسه.
المأمول ان تقتدي دول اخرى بهذا الموقف السوري، لان الصمت يصب في خانة التواطؤ مع مشروع قادم لتصفية قضية العرب الاولى.
qca